الأحد، 13 يوليو 2008

( جرح الزمن )



(( جرح الزمن ))

فتحت عينيها ودارت فيها تكشف ماحولها صادفها نور

أجهرها وجعلها تغمض عينيها من جديد

بدأت تعيد هذه الكرة كل يوم لكن في كل مرة تجد نفسها قد تقبلت هذا النور

شيئا فشيئا حتى وجدت نفسها تحب هذا النور

ولا تستطيع أن تستغني عنه تحول كرهها لهذا النور إلى حب

وعدم إستطااعة العيش من دونه ...

قد تكون طفلة للتو خرجت إلى الحياة وأبدأت حياتها بهذا الدرس ...

كنت كمن ضااع في بحر الحياة فلم أجد السفينة التي أرسوا عليها ..

ولم أجد الشاطئ الذي أستعيد به مابقي من أيامي ... !

ذات يوم استيقظت من النوم كنت حينها قد بلغت السابعة

قابلتني أمي فتبسمت في وجهها كعادتي

لكن , مالي أرى ابتسامتها في هذا اليوم بالذات مختلفة غامضة وربما حزينة ..

سألتها سؤالي الذي أطرحه عليها بشكل يومي ..أين أبي يا أمي ؟؟

كنت صغيرة وكان عقلي أصغر وقلبي لايفقهه شئ بعد في الحياة كانت أمي في بعض الأحيان تصمت

وأرى في عينيها كلمات كثيرة مبعثرة .. وأكثر غرابة !!

كم رددت على أمي كثيرا بأني أتمنى أن أتعلم لغة العيون الصامتة

لكنها تبتسم وتردد ...^أمنياتك ستحقق في يوم ..لكن بالشكل الذي تتقبليه

أنتٍ في ذلك الوقت ..^!

لم أكن أفهم المفردات التي رددتها أمي لكن حفظتها وعندما كبرت

بدأت كلمة كلمة تنفتح أمامي ...

عشت طفولتي بدون أن أعرف أن أبي على قيد الحياة ... لم أكن أعرف الفترة

التي أختفى أبي فيها عن حياتي من البداية

لكنني كنت أسمع أصوات الأطفاال وهي تردد ..أبي أبي ..فسألت حينها أمي

وقلت لها : هل عندي أب مثلما هم عندهم أب ؟!!

سؤالي طفولي لكنه غريب في نظر غيري في ذلك الوقت كان رد أمي

هو الصمت الذي غلفها لم تكن أمي تعرف حجم الحيرة

التي أغرقتني فيها ... بعدها كبرت وكبرت أمنيااتي وطموحااتي

لقد كبرت من دون أن يكون لي أب .. !

مرت السنوات وأنا لاأزال تلك الفتاة التي تتمنى أن تعود طفلة لاتعرف للحزن

أي معنى ولا للألم أي مغزى

كنت في مراحل دراستي المتعددة أكرهـ أسئلة الفتيات وخاصة الشخصية ...

هل عندكٍ أب؟؟ مسكينة هي لاتعرف أباها !!...

من ينفق عليكٍ بعد أباكٍ ؟؟! ... أسئلة لم أكن أنا نفسي أهتم بها

فلقد تعودت على نبرة صــمـــت أمي !...

وفي إحدى السنوات اقتربت مني طالبة قد رأتني منزوية في ركن

في المدرسة كنت أقضي فيه فسحتي بعيدة عن أعين الطالبات !!...

نظرت إليّ وقالت: هل تحبين أباكٍ ؟؟! كان سؤالها غريب وكانت أفكاري

في ذلك الوقت مشوشة وغير واضحة

فأجبتها:_بفرحة (كانت وسط ألم )_نـــعـــم ردّت عليّ برد موجع

قالت: حتى بعد أن رماكٍ وترككٍ !!يالـكٍ من غبية !!..

ظلّ كلامها يتردد في ذهني لم أستطع نسيانه ولا تجاهله ولا أن أكتمه عن أمـي ...

مرّ الوقت بسرعة وعدت إلى المنزل قابلت أمي فبادرتها بالسلام

على يديها ورأسها ولا يزال كلام الفتاة يدمي قلبي بل ويجرحه ...

نظرت لأمي طــويـــلآ...لم أستطيع أن أحبس دموعي

أخرجتها وعلى صدر أمي بــكـــيـــت ..

أخبرت أمي بما قالته الفتاة ولكني لم أجد منها الـــصــــمـــت كما توقعت ...

ابنتي قد كبرتٍ ولقد حان الوقت لأخبركٍ عمن سألتي عنه بفطرتكٍ ...

لقد عشتٍ يتيمة ألأب مع وجود أباكٍ ..وكنتٍ تسألينني دائما عن أباكٍ في صغرك ..

لكنني لم أجد لغة واحدة تفهمكٍ أن أباكٍ ذهب عن أمكٍ ولن يرجع ..

كنت أريدكٍ أن تعيشي طفولتكٍ على حقيقتها قبل أن تتكدر الحياة عندما تكبري

وأردتكٍ أن تعيشي معي طوال عمري

أحمل همومكٍ بدل عنكٍ وأمسح دموعكٍ بصمت ..ولكن سأترككٍ الآن

وسوف تذهبي وتكملي حياتكٍ عند أبيكٍ ....

لقد ذهبت في تلك اللحظات جميع الحروف والكلمات حتى الدمعاات

لم تخرج بل بقت في العيون!

كانت بين ألم وحزن بين جرح وتوجع ..._ما أسرع اللحظات

التي كنّا نتمناها طويلة .. وما أبطئ اللحظات التي نتمنى

أن تكون قصيرة...

صعبة هي الحياة عندما تستيقظ على نزف جرح جديد....

أتى أبي وأخذني للعيش معه عند امرأة لا أعرفها ...

لكن الصعب هو ظهور أبي في حياتي بعد فقد الأمل ...

والمؤلم هو فراق أمي ...وأغمضت جفني ولم أشأ أن أفتحها من جديد

لقد خفت أن أفتحها على واقع مؤلم

ولكنني كنت في هذه الحياة أمـد بالصبر من أمــي ..كانت الوقود

الذي يملئني بالعزم والإصرار

وعند أبي فتحت عيني على واقعي وآلمني في البداية

ولكنني سرعان ما تـأقلمت عليه ,,

و أجهرني النور ولكن بعد فترة أحببته برغم شدته ..

ورضيت بما هو مقسوم لي ...

أبي وأمي عشت معهما حياة كـل واحد على حدة وتكرر نفس النور

ولكن في المرة الثانية لم أفشل!!

دمتم بسعآدهـ من الله

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

ومااروع الانامل التي ترجمت الاحساس الرائع. تقبلي مني ارق الاعجاب
دام مدادك ونبض قلمك

لحظآت آلآمــ/ــل يقول...

سلمتي قلبوو , وآلآبدآآع بفضل تشجيعكـ لي , ربي لآيحرمني منكـ يآلغلآ